٢٠٠٤/٠٦/٢٩

 

النظم الوراثية



اما النظم الوراثية فلها بعض المناصرين الذين يكون اساس دفاعهم وجود الاستقرار والاستمرارية والعراقة ووجود سلطة فوق سلطة السياسيين المتناحرين. والوراثة حقيقة بايولوجية نرى شواهدها في المجتمع الانساني في تأسيس الأسر العريقة في كثير من المجتمعات ونرى شواهدها في تكرار خروج نتاجات طيبة من نفس التربة ونرى فوائدها في كل المجتمعات بالاستمرارية ونرى جوانب جيدة منها عندنا في "الحمايل" وفي "الاخلاق النبيلة" وممارستها في اظلم الحقب.

ولكن ..

هناك امثلة كثيرة عن اسر جيدة انتجت الارذال. وهل يمكن ان نجازف بايداع الوصاية على مجتمع كامل بالوراثة ؟ والملكية الوراثية عبر كل العصور تبدأ عادةً بشخص فذ يؤسس سلالة ثم يليه آخرون ربما يكون بعضهم اقدر من المؤسس ، ولكن تصل السلالة دائماً الى الضعفاء بسبب الترف او غيره من الاسباب التي تؤدي الى البلادة او الخمول او كليهما. وهذه ظاهرة يمكن ملاحظتها في جميع الدول التي حكمت فيها سلالات طويلة مثل مصر القديمة والصين . وفي اوربا ، فإن تأريخ انكلترا وتأريخ فرنسا حافلان ايضاً بالامثلة.

وفي العراق الحديث نرى ان الملك فيصل الاول كان مشهوداً له بالذكاء والدهاء . واعقبه الملك غازي الذي كان يتمتع بصفات الاخلاص والشجاعة ولكن ذكاءه وقدراته السياسية كانت محدودة وأدت تصرفاته بحسن نية الى أضرار . ثم تلاه الملك فيصل الثاني الطفل الذي جلب عهده ولاية خاله وابن عم ابيه الامير عبد الإله الذي لم يكن يتصف لا بالشجاعة ولا بالذكاء . وهذه سلسلة قصيرة نسبياً !




Comments: إرسال تعليق

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?