٢٠٠٤/٠٦/٢٩

 

منهاج مقترح للديمقراطية المستعجلة للمرحلة الأنتقالية



مقدمـة

ان فترات الانتقالات السياسية الكبيرة في حياة الشعوب غالباً ماتكون مصحوبة بالفوضى . وان مجتمعنا وفي ضوء التجارب السابقة غير مستثنى من ذلك . ويبدو ان مقدار تلك الفوضى يتناسب مع حجم الضغط وشدة التعسف المسلطة على المجتمع قبل الانفجار .

ان الفوضى عادةً ماتؤدي الى سيادة الغوغائية وتأجج المشاعر وتوقد روح الانتقام التي يمكن ان توقع اضراراً جسيمة بالبلاد والمنشآت وبهياكل الدولة والحقوق . ويمكن ان تؤدي الى سفك الدماء وتغييب سلطة القانون . كما انها تكون عادةً فرصة لذوي الاطماع في القفز الى السلطة والتمسك بها وفرض انفسهم على سيادة الدولة .
ان الديمقراطية هي الحل الوحيد لضمان استقرار المجتمع العراقي وديمومته ومنعه من التشرذم والتطاحن ولضمان حقوق مختلف الشرائح فيه . الا ان الديمقراطية بحاجة الى وقت ومناقشة للاسس واقرار شرعية لضوابطها لكي تتم بصورة صحيحة .

ومن هنا كان الهدف الرئيسي لاقتراح هذا المنهاج وذلك لايجاد مؤسسات شرعية بطريقة شبه مرتجلة لضمان التمثيل الديمقراطي وضمان سرعة اشغال المؤسسات التنفيذية لادارة شؤون الدولة والحفاظ على الامن ومنع الفوضى .

ان المبدأ المعتمد هو قيام مجاميع من الناس بانتخاب من يعرفونهم سواء بالمشاركة بالمنطقة الجغرافية او المهنية . وهو امر تسهله طبيعة مجتمعنا الحالي . والمبدأ الاخر هو تحاشي اجراء اية تغييرات هيكلية واعتماد المؤسسات والتنظيمات الموجودة وحتى القوانين السارية ، منعاً للفوضى . ان اجراء تلك التغييرات يمكن ان ينتظر قليلاً ليتم عن طريق سلطة شرعية تناقش الامور بصورة ديمقراطية وتجري التغييرات بصورة عقلانية .

ان البدء بتمثيل ديمقراطي محلي هو الضمان الوحيد للاستقرار في هذه المرحلة . وان انشاء سلطة محلية ديمقراطية هو امر يمكن انجازه بسرعة عالية نسبياً .

لقد شبعنا دماءً وسحلاً وتخريباً وقتالاً بدون مبرر او جدوى .




Comments: إرسال تعليق

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?